هل تعلم ان مادة الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين من أكثر المواد الدوائية المستهلكة في العالم إذ انها من أكثر المواد أماناً ،فهي تستعمل لخصائصها المسكنة والحافظة للحرارة ,كما وأنها تستعمل للكبار،الصغار والحوامل أيضاً .
وهي لا يحتاج صرفها لوصفة طبية في معظم الدول
لاانها من ضمن لائحة ما يعرف ب (OTC). -
إن نسبة التعرض للآثار الجانبية لمادة الباراسيتامول ضئيل جداً إذا التزم الفرد بالجرعة العلاجية. أما في حالة الجرعة المفرطة فتكون العواقب غير محمودة ويمكن أن تصل إلى نخر الكبد ،الفشل الكلوي او حتى الموت.
إذاً ما هي الجرعة العلاجية والمميتة ؟
ما هي عوارض التسمم ؟
كيف بإمكاننا أن نستخدم هذا الدواء دون أذى أو خطر ؟
عندما نتناول الباراسيتامول ،يتم امتصاصه عبر الإمعاء ليصل إلى تركيزه الأكبر في الدم بعد ٣٠ إلى ٩٠ دقيقة متوزعاً بكمية كبيرة في الكبد والكليتين .
في الحالات الطبيعية يحول الكبد الباراسيتامول إلى مادة غير فعالة ويتم تصريفه من الجسم بالإضافة إلى تحويله بكمية قليلة إلى مادة مضرة ولكنه سرعان ما يتم التخلص منها عبر اهمادها بنظام حماية يفعله الجسم .
ولكن حين تتخطى الكمية الجرعة العلاجية يفشل الجسم بتفعيل هذا النظام وندخل بمرحلة التسمم بسب عدم قدرةالكبد على التخلص من هذه المادة السامة المصنوعة. تعتبر الجرعة العلاجية من مادة الباراسيتامول : ٠٫٠٢ -٠٫٠٥ غ/كغ/النهار الواحد للأولاد و-١ -٣ غ عند الكبار .
في حالة التسمم ننبه إلى أن تناول بعض الأدوية يزيد الحالة حدة :وهنا نذكر مضادات التشنجات الكهربائية ،أدوية السل ،ديكزاميتازون وتناول الكحول بشكل دائم .
تمر فترة التسمم بثلاث مراحل تختلف بتوقيتها عوارضها وظواهرها
فالمرحلة الأولى: تمتد من ٠-٢٠ ساعة بحيث يمكن أن يكون التسمم صامت أو يمكن أن تظهر علامات كأوجاع البطن ،الغثيان ،القيء ،التعب والنعاس .
المرحلة الثانية: (من ٢٤-٤٨ ساعة )وهنا تتفاقم عوارض الجهاز الهضمي فيبرز النخر الكبدي ويخف البول قليلاً ويمكن أن يصاب الشخص بالاصفرار .
المرحلة الثالثة: (٣-٥ أيام ) فيشتد الإصفرار في بعض الأحيان ويتسمم الكبد ، ينخفض منسوب السكر في الدم ،تتغير عوامل التخثر ،يعطل الدماغ والقلب ويمكن أن يدخل الشخص في غيبوبة ويموت
إن خطر نخر الكبد عند الكبار يكون لجرعة تفوق ال-٦ غ أما خطر الموت فلا يظهر إلا إذا تخطت الجرعة ال-١٠ غ .
أما الأطفال الذي يبلغ وزنهم بين ١٠-٢٠ كغ فلا تظهر أي عوارض تسمم لجرعات دون ال-٣٠٠ مغ /كغ .
يعتمد العلاج على : التخلص من المادة المسممة -الحؤول دون نخر الكبد والكليتين مداواة العوارض .
إذاً ليس هناك من دواء آمن كلياً فحتى الأدوية التي تعتبر كذلك نرى أن تخطينا لجرعات معينة يمكن أن يسبب عوارض لا تحمد عقباها .لذلك ننصحك دائماً عندما يتعلق الأمر بالدواء وخصائصه إستشارة الصيدلي ،الخبير في هذا المجال
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق